الجمعة، 3 يوليو 2009

جـــــــــــــــــــــمال ....( 2 )



وتوالت الايام والاسابيع وجمال لا يزال تحت رحمه رب عمله الذي يضيق الخناق عليه ولا تزال حنان هي المصل

الذي يشفيه من عذابات حياته المرة الى غايه ذاك اليوم عندما قبع جمال في نفس المكان الذي اعتاد ان يقف

فيه منتظرا مرور من يهواها ولكنه لسبب قد احس بشعور غريب يخالج قلبه شعور لم يرتح له ولم يدري السبب

لذلك فحاول ان يتناسى هذا الشعور ولكنه لم يلبث ان يزداد فقد قاربت الساعة الثامنه والنصف وحنان لم تحضر

بعد فهي لم تتاخر يوما عن الساعة الثامنه

ولم يستطع الانتظار اكثر من هذا وقرر ان يواصل المسير الى المحل ولاول مره منذ بداية عمله لدى السيد

عثمان قد استمع جمال الى موشحه الصباحي السقيم الا انه ضل شارد الذهن طوال اليوم بل كان كالميت الحي

لا يكاد يتكلم وان تكلم فلا يجيب الا بكلمه نعم او لا حتى وان كان محدثه يساله عن اسمه مثلا فقد كان جمال

غائبا عن وعيه واستمر الحال طوال اليوم حتى انتصف النهار واقتربت نهايه الدوام واتجه جمال الى خارج المحل

مغادرا اياه الى منزله ومر بجوار مكانه الصباحي المعتاد وكانه ينتظر ان يرى حنان واقفه هناك ولكنه ادرك بانه

لن يحصل شيء في هذا اليوم المشؤوم فاكمل طريق وقطع الشارع الذي يفصله عن منزله و في وسط شروده

لم ينتبه لتلك السيارة المسرعة التي اتت عن يمينه واحس بتلك الكتله المعدنية ترتطم به وترميه امامها

لمسافة ليست بالقليله وحاول عبثا ان ينهض او ان يرفع راسه قليلا ولكنه لم يستطع وكان اخر ما سمعه جمال

قبل ان يفقد وعيه كان صراخ امه منادية باسمه في لوعة وهي ترى ابنها مرمي علي الارض مضرجا بدمائه

ولكنه لم يستطع ان يرد عليها فقد انتقل الى عالم اخر........ عالم اللاوعي

*******************************************************************

استيقظ جمال على صوت هادئ : سيد جمال , سيد جمال هل استيقظت؟

فتح عينيه ببطى وهو يغشى ذالك الضوء المنبعث من اعلى الغرفة التي يرقد فيها ولم يلبث ان يحيد بنظره

قليلا حتى وقعت عيناه على وجه ملائكي ينظر اليه

في اهتمام لم يستغرق وقتا طويلا قبل ان يدرك بانه مصدر الصوت الذي كان يساله قبل ثواني واختلطت

الاحداث عليه وسط ذاك الضباب الذي يكتنف عقله ويمنعه عن التفكير بوضوح ومرت لحظات قبل ان يستجمع

قواه ويتسائل : اين انا؟ ,ما الذي حدث؟ ردت صاحبه الوجه الملائكي : انت في المستشفى يا سيد جمال الحمد

لله على سلامتك فقد صدمتك سيارة ولكن اصاباتك ليست بالخطيره وسوف ياتي الطبيب في الحال كي يطمأن
عليك

حينها فقط استحضر تلك اللحظات وتذكر ما حصل له واسترد حضوره الذهني وحوال ان يعدل من جلسته الا انه

تناسى هذه الفكرة بعد الالم الشديد الذي احس به في كل انحاء جسمه وآثر الانتظار لحضور الممرضة التي

خرجت لمناداة الطبيب

لم تمر دقائق حتى عادت برفقة الطبيب الذي استقبل جمال بابتسامة هادئه مطمئنا علي حاله بكلمات رقيقة قد

نمت عن خلق الطبيب الذي اكمل الفحص معقبا

ببعض التعليمات للطاقم الطبي المصاحب له و بتمنياته الصادقة بسرعة الشفاء

خرج الطبيب ومن معه ولم يبقى معه في الغرفة الا احلام الممرضة التي كانت معه سابقا فالتفتت له وقالت

بابتسامه ذات مغزى: اثناء غيبوبتك كنت تقول اين انت؟ لماذا لم تحضري لقد شغلتني؟ اعرف بالطبع انك كنت

تهذي ولكن لا بد ان تكون هذه الفتاة قريبة من قلبك للغاية كي تشغل فكرك حتى وانت غائب عن الوعي

حينها انتفض قلب جمال واسترجع كل مشاعره وارتسمت ابتسامه حانية علي طرف شفتاه قبل ان يتذكر بانها

قد غابت في ذاك اليوم ولاذ بالصمت قليلا حتى احست احلام بالحرج قبل ان تعتذر له في صوت شابه الخجل:

آسفة ....لم ...لقد كان سؤالي سخيفا اعت...

قاطها وقد ادرك انه بصمته قد وضعها في موقف حرج : لا ابدا ليس هناك ما يستحق الاعتذار ولكني فقط قد

تذكر شيئا ازعجني بعض الشي

احست احلام بان في جعبته الكثير ليحكيه ولكنها احست بالحرج من سؤاله عن ذلك الا ان فضولها الانثوي لم

يلبث ان يتغلب عليها وسالته : هل هي قصة حب ؟

لم يدرك جمال لماذا احس بالارتياح لهذه الفتاة ربما بسبب الحمل التقيل على كاهليه , شعر بانه قد يحس

بالارتياح اذا فضفض عن مكنونات نفسه فبادرها بالسؤال؟ هل لديك الوقت لتسمعي حكايتي؟

ردت احلام وقد التهبت قريحتها لسماع قصته : كلي آذان صاغية

فتنهد تنهيده حارة وابتدا يحكي قصته مع تلك الفتاة الغامضة التي عشقها حتى اليوم الذي غابت فيه ودخل

على اثره المستشفى ولم يكد يكمل آخر كلماته حتى حل الوجوم على وجه احلام وتبدلت تعابير وجهها قبل ان

تسال جمال في صوت متردد: هل.... هل هذه الفتاة اسمها حنان؟

ذهل جمال قبل ان يرد: نعم هي حنان .... اتعرفينها؟

عند هذه النقطة ترقرقت الدموع في عيني احلام ولم تستطع ان ترد على سؤاله فاندفعت الى خارج الغرفة
وتركت بطلنا في حيرته

هناك تعليق واحد:

متابعة يقول...

السلام عليكم
قصة رائعة وسرد اروع...لقد ذكرتني بالمسلسلات الممتعة التي تنتهي في ذروة الحدث تاركة لنا الف احتمال لما سيحدث في الحلقة القادمة.
من فضلك لا تطيل علينا اكثر...
سلم قلمك..في امان الله