الأحد، 19 يوليو 2009

جـــــــــــــــــــــمال ....(3)





ضل جمال حائرا متخبطا طوال ذلك اليوم ولم يثلج قلبه إلا زيارة امه له التي ضلت معه حتى انتهاء وقت الزيارة

إلا انه على الرغم من حضور والدته فقد ضل مشغول البال متخيلا أسوأ السيناريوهات التي جعلت أحلام تقوم

بهذا التصرف الغريب ولكنه لم يشأ أن يقحم والدته في معمعة هذا الموضوع فانتظر حتى انصرافها ونادي

الممرضة متوقعا أن تكون أحلام هي من سيستجيب له إلا انه قد صدم بحضور ممرضة أخرى فسألها عن أحلام

فأجابته بان مناوبتها قد انتهت وإنها لن تعود حتى صباح الغد

يا الله ما لهذا العذاب الذي أعيشه هل علي الانتظار حتى الغد؟

هكذا حدث جمال نفسه وهو يتلهف شوقا كي يجلي الغموض عن أحلام وعلاقتها بحنان وسر ردة الفعل تلك

التي أثارت قلقه

أمسى تلك الليلة وهو يرنوا عقارب الساعة وكأنه بها تتثاقل عمدا كي لا يمر الليل وتطيل في عذابه مدى الحياة

ولعن جمال ذاك السرير الذي يكبله وتلك الآلام التي تجثم على صدره وتمنعه عن الحراك و القيام للبحث عن

أحلام فهي التي تملك مفاتيح اللغز

لم يدري كيف مرت تلك الساعات السقيمة من الليل إلا انه ضل مستيقظا ولم يغمض له جفن

واستمر في التقلب يمنة ويسرة في فراشه حتى انبلج الصباح فنادى على التمريض فإذ بأحلام تدلف إلى

الغرفة في تردد وهي تدرك بان جمال سيثقلها بالأسئلة والاستفسارات ولم يخب ظنها فقد بادرها بسيل من

الأسئلة حتى وجدت نفسها وقد غلبتها وترقرقت الدموع في عينيها هذه المرة أيضا فانتابه القلق وأحس بان

أحلام تخفي الكثير وراء دموعها وبان هناك شيئا مأساويا قد حدث لحنان فهوى قلبه بين قدماه قبل أن يسأل

بلهجة قد حوت الخوف أكثر من أي شيء أخر: هل..... هل حنان بخير , هل أصابها مكروه أم ماذا؟

ضلت أحلام صامته ودفق الدموع ينسال من عيناها حتى جن جنون جمال فانفجر صارخا في وجهها: ماذا حدث؟
تكلمي ؟

استفاقت أحلام من حالة الجمود التي أصابتها وردت عليه بصوت خافت يشوبه الحزن: لا ...اطمأن إن حنان على

ما يرام ولكنها .... ولكنها ...

بترت جملتها ولم تدرك بماذا تكمل حديثها فصاح بها جمال وقد ضاق ذرعا ولم يستطع احتمال عذابه أكثر من هذا
: لكن ماذا ؟

دهشت حنان من تصرفاته ولهفته وأيقنت أنها تقف أمام عاشق حقيقي قد أعمى قلبه الحب واستحكم فيه

بطريقة ندر أن توجد في هذا الزمان فاستجمعت قواها ومسحت دموعها وقالت لجمال : اسمع ... لن استطيع أن

أفيدك شيئا عن حنان فمن الأفضل أن تحدثها شخصيا لعلك تصل إلى مبتغاك

رد عليها واللهفة بادية على وجهه : ولكن هل تعرفينها؟ وهل تعرفين أين أجدها؟

- نعم فحنان صديقتي المقربة وهي تقطن في بيتي

فقال واللهفة تكاد أن تقتله هذه المرة : إذا فماذا ننتظر؟ علي أن أراها حالا

- ولكنك لا تزال تحت الملاحظة والطبيب لم يأذن لك بالخروج بعد؟

- لست أكثرت سأنتظر الطبيب لكي يأتي وسأطلب منه أن يكتب لي أذن الخروج فلست أطيق صبرا أكثر من
هذا

لم تستطع أحلام الرفض وسط هذا الإصرار من قبل جمال وأدركت بأنه لن يوقفه شيء عن مقابله حنان فوافقت

على أن ينتظر انتهاء مناوبتها

لم يمر وقت طويل قبل أن يمر الطبيب واطمأن على حالة جمال الذي لم يضطر لسؤال الطبيب للخروج من

المتشفى فقد قرر هذا الأخير أن حالة المريض الصحية تسمح له بالانصراف ولكنه شدد على الراحة التامة وعدم

الإجهاد فكاد جمال أن يطير فرحا بهذا الخبر ولم يبقى إلا أن ينتظر أحلام كي تنهي دوامها وهذه المرة أيضا لم

يطل انتظاره فقد مرت عليه في غرفته واصطحبته إلى منزلها....... حيث حنان

****************************************************************************


لم يدري جمال كم من الدقائق مرت في الطريق قبل أن يصل هو وأحلام إلى منزلها وفقد كان كل تفكيره منصبا

على حنان ولم تمضي ثوان حتى كانا يقفان على أعتاب المنزل فدلفت أحلام إليه أولا وهي تنادي : حنان ...

حنان لدي مفاجأة لك

ما هي إلا لحظات حتى ظهرت حنان إلى حيث تقف صاحبه المنزل وضيفها ولم تكد حنان تقع بنظرها على جمال

حتى ُبهتت من الدهشة وأصيبت بالصدمة وضلت واقفة على هذه الحالة لدقيقة أو بضع دقيقة قبل أن تقول

والدهشة لم تفارقها: انت؟!

لم يدرك جمال بدوره ماذا يقول فقد انتظر طويلا هذه اللحظة واذا بها تاتي دونما أن يعرف كيف يتصرف وأحست

أحلام بغرابة الموقف فحاولت إذابة الجليد بعض الشيء ودعت كلا منهما الى الجلوس وشرحت في اختصار

لحنان ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية ولم تكد تكمل حديثها حتى تنهدت حنان وطأطأت برأسها في خجل

وهي تقول: لطالما تسألت عن هذا الشخص الذي يرقبني كل يوم ولكني ..... ولكني لم أتوقع يوما باني سوف

اكون السبب في كل هذه الأحداث انا .... انا اسفة يا جمال لما أصابك بسببي

رد جمال : لا.... لا تتأسفي فلولا هذا الحادث لما كنت قد التقيت بأحلام ولا بكِ بالفعل ُرب صدفة خير من الف
ميعاد

احست حنان بان هذا الموقف لا يليق وبأنه يخالف كل أخلاقها وطبيعتها فقالت بحزم :

- عذرا ولكن هل لي ان اعرف ماذا تريد مني ؟

رد جمال في صوت قد شابه الارتباك والتردد : لقد ....لقد أعجبت بكِ من أول يوم رايتك فيه ...... انا .... انا اطلب

منك الزواج يا حنان فهل تقبلين ؟
ُ
صعقت حنان بهذا السؤال وانفجرت باكيه قبل إن تغادر مجلسهم وتتجه نحو غرفتها مغلقة عليها الباب فتبعتها

أحلام محاولة الدخول ورائها ولكن حنان كانت قد أغلقت الباب بالمفتاح فعادت إلى جمال الذي ارتبك وقال: ماذا

هل قلت شيئا اثأر انزعاجها إلى هذه الدرجة

دمعت عينا أحلام بدورها قبل أن تقول : الم تسال نفسك يوما لماذا حنان تتجه يوميا إلى حيث تسكن انت؟

أحس جمال بالقلق من هذا السؤال الذي لم يفكر فيه سابقا إلا انه قال في تساؤل : لماذا ؟ أظن أنها تدرس

هناك او شيء من هذا القبيل ؟

ردت أحلام وقد أجهشت هذه المرة في البكاء : لا يا جمال إنها تذهب يوميا الى المركز الطبي الموجود في

حيكم ..... إنها تتلقى جلسات علاج يوميه....فهي .... فهي مصابه بالسرطان

وحينها أحس جمال بالأرض تهوي تحت أقدامه وارتمى على اقرب كرسي لدقائق قبل ان يندفع خارج المنزل وهو

لا يدري اين يذهب


كونوا في انتظار الجزء الرابع

هناك تعليقان (2):

متابعة يقول...

يا الله يا مُيسر ,رائع رائع ثم رائع...
سلم قلمك ..استمر ولك مني فائق التقدير

Unknown يقول...

Please visit my site, too.

http://monimaus-monalila.de.tl

Greetings from Austria

Moni